ندوة حول الأسرة المسلمة والتحديات المعاصرة

نظمت أمانة النساء بجمعية المستقبل للدعوة والثقافة والتعليم ندوة علمية حول الأسرة المسلمة والتحديات المعاصرة شارك فيها عدد من العلماء والدعاة، وبحضور ممثلين عن وزارة الشؤون الاجتماعية وبلدية تفرغ زينة.

وقالت أمينة النساء بجمعية المستقبل النجاح بنت والد إن من أهداف جمعية المستقبل تربية الشباب وحمايته، من الانحراف الفكري والخلقي، وتربية الأجيال تربية صالحة، والإسهام في النهوض بدور المرأة في الإصلاح وتربية الأنباء.

وأكدت بنت والد سعي نساء المستقبل إلى أن تأخذ المرأة دورها في الإصلاح ومكانتها التي منحها الله تعالى وكفلها لها الشرع والقانون، وذلك من خلال نشر الوعي بين النساء بضرورة المحافظة على التعاليم الدينية والقيم الأخلاقية النبيلة، وتربية الأبناء وحفظ حقوقها الزوجية والذاتية من منظور شرعي إسلامي وسطي، لا إفراط فيه ولا تفريط .

وأكدت بنت والد أن الإسلام كفل حقوق المرأة وكلفها مع الرجل بمهمة الاستخلاف في الأرض ومنحها حقوق الميراث والتملك والنفقة وحقوقا أخرى، ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الإساءة للنساء وقال "خيركم خيركم لأهله".

من هنا جاء اهتمام الإسلام بالأسرة تضيف بنت والد فهي المدرسة التي يتخرج منها القادة والعلماء والقضاة، وسعى الإسلام لتحقيق الإصلاح الأسري بدء بحسن الاختيار ابتداء "فاظفر بذات الدين تربت يداك".

وأضاف أمينة النساء بجمعية المستقبل أن الأسرة تبنى بالإيمان والتقوى ووقودها الإحسان والعمل الصالح، "وامر أهلك بالصلاة واصطبر عليها ".

وأشارت النجاح بنت والد إلى أنه بهذه القيم والمُثُل تقوم الأسرة الصالحة الناجحة، لكن الواقع الحالي وفي ظل التحديات التي طرأت ألقت الحِمل والعبء على الوالدين والباحثين في كيفية إصلاح الأسرة والمحافظة على مقوماتها في ظل ما يحاك من مؤتمرات لتدير سس الأسرة المسلمة وهدم مكوناتها.

وطالبت بنت والد الجميع بمشاركة الجمعية أهدافها في تحقيق الأسرة المسلمة ومواجهة التحديات التي منظومة الأسرة وتهدد كيان المجتمع .

من جانبه قال الدكتور الشيخ محمد الأمين مزيد عضو مجلس شورى جمعية المستقبل إن مجال الأسرة ما بعد دولة الاستقلال صار ميدانا لتدخل المنظمات الدولية التي تدعو للفجور وتناهض كل ما يدعو له الإسلام ، وتمثل ذلك اتفاقية سيداو التي "صادقت عليها موريتانيا في غفلة من الزمن".

وشدد الشيخ على أن قانون النوع جاء ليطبق وينظم اتفاقية سيداو ومع أن مشروع قانون النوع عرض على البرلمان مرتين ثم سحب، إلا أن الحكومات مرغمة تحت ضغط التمويل على أن تنفذ هذه الاتفاقيات المناهضة للثوابت الشرعية.

وأكد الشيخ مزيد أنه لكي نعرف حقوق المرأة أكذوبة مزورة يكفى أن ننظر إلى ما يحدث في غزة من قتل للإنسان والبيئة بتمويل من الولايات المتحدة التي تقف وراء المنظمات الغربية التي تدعونا لحقوق المرأة!.

من جانبه تحدث الشيخ أحمد جدو ولد أحمد باهي نائب رئيس مجلس شورى جمعية المستقبل عن القيم الإنسانية وحضورها في نظام الأسرة الإسلامي مشيرا إلى أن استخراج هذه القيم الإنسانية في نظام الأسرة الإسلامي إنما هو من باب التأسي بأبينا إبراهيم عليه السلام " ولكن ليطمئن قلبي".

وأشارالشيخ إلى أهم القيم الإنسانية المستلة من نظام الأسرة الإسلامية وهي قيمة التعاون قال تعالى " فلا جناح عليهما أن يتراجعا أن ظنا أن يقيما حدود الله" وقال صلى الله عليه وسلم "رحم الله رجلا قام من الليل وأيقظ امرأته فإن أبت نضح في وجهها الماء..".

القيمة الثانية يضيف الشيخ أحمد جدو قيمة الشورى والتشاور التي وردت في القرآن في الأمور العظيمة "وأمرهم شورى بينهم" وقال تعالى "فإن أراضا فصالا عن تراض منهما وتشاور فلا جناح عليهما".

ومن هذه القيم حسب الشيخ قيمة العدل فهي من القيم الإنسانية التي أمر الله بها " وإذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل " وفي شأن الأسرة قال " فإن خفتم أن لا تعدلوا فواحدة".

من هذه القيم يضيف الشيخ قيمة البر وصلة الأقارب فقد أقرها الإسلام حيث جاء الأمر بالبر بعد التوحيد مباشرة " وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه" .

وتحدث خلال الندوة أيضا عدد من العلماء والباحثين أبرزهم الشيخ محمدن المختار الحسن والشيخ المختار آمين والدكتورة رقية أحمد منيه والأستاذة زينب بنت الربان

28 January 2024