ندوة فكرية تناقش تحديات الشباب

نظمت أمانة الشباب بجمعية المستقبل ندوة فكرية مساء السبت بدار القديمة حول "الشباب وتحديات العصر" بمشاركة عدد من القيادات الشبابية والشخصيات العلمية والدعوية وجمهور شبابي كبير.
وضمن محور الشباب وتحدي الهوية والعولمة عرف الأستاذ أحمد سيداتي الهوية بأنها: الانتماء بكل أبعاده العقدية والدينية واللغوية والأخلاقية والسلوكية فهوية كل أمة يضيف المحاضر هي دينها وعقيدتها ولغتها وسلوكها وإرثها الحضاري.
وأكد المحاضر إلى أن هويتنا كمسلمين تنطلق من ركن أساسي هو الإسلام عقيدة وشريعة ومنهاج حياة " صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة"، "قد جاءكم من نور وكتاب مبين يهدى به الله من اتبع رضوانه سبل السلام".
ولفت المحاضر إلى أن الحضارة الإسلامية لا يمكنها أن تذوب ولا أن تسلب هويتها رغم التحديات التي تواجهها.
ومثل المحاضر لذلك بالحملات الصليبية وغزو التتار وغير ذلك من التحديات العظيمة التي واجهتها الأمة وبقيت متمسكة بدينها وقيمها الحضارية.
وأكد المحاضر أنه من الأخطر التحديات التي تواجه الشباب المسلم اليوم  تحدي المفاهيم والقيم فأغلب المهتمين بالثقافة مثلا يعتبرون أن الثقافة هي الرقص والغناء والطبخ وطريقة الأكل وتسريحة الرأس وطريقة اللبس الخ ويخرجون تحصيل معارف وتمثل القيم من الثقافة فالتبست المفاهيم وضاعت القيم.
 وحذر الأستاذ أحمد ولد سيداتي من تحدى انبهار الشباب المسلم بالغرب وما وصل إليه من تقدم مادي وتقني حيث نسي هؤلاء أن أهم مقومات الإسلام التي يتفوق بها على غيره هي قيمه الأخلاقية.
وأشار المحاضرة إلى خطورة الفراغ النفسي والخواء المعرفي واعتبرهما من أخطر التحديات التي تواجه الشباب اليوم:
فهمك فيها جسام الأمور
وهم لداتك أن يلعبوا
وختم المحاضرة مداخلته بالتذكير بخطورة هيمنة ثقافة العولمة وقيمها المائعة المدمرة للشعوب والمجتمعات فقد بدأ عقلاء الغرب يحذرون من الانتكاس الأخلاقي  والآثار الكارثية للادينية العلمانية التي هدمت المجتمعات الغربية وجعلت الانسان آلة تدور في فلك الشركات وأصحاب المصالح وهدمت كيان الأسرة ونشرت ثقافة الشذوذ والانحلال.
وفي المحور الثاني تحدث الدكتور عبد الله بيان عن تحدي صناعة الحياة في واقع الشباب اليوم مشيرا إلى أن صناعة الحياة التي نقصد هي تحقيق معنى الاستخلاف في الأرض كما شرحه ونظر له الشيخ محمد أحمد الراشد.
وقص المحاضر قصة عن شاب مصري دخل كليته في الثلاثينيات فلم يجد فيها مكانا لائقا للصلاة ولا من يهتم بأداء الصلاة فاتجه إلى أرفع مكان فأذن وصلى وليس معه أحد وسط تنمر الحضور ثم التحق به طالب ثان فثالث فرابع وكهذا حتى استدعى الأمر أن تبني الكلية مصلى لائقا فسمعت بذلك بقية الجامعات ففعلت مثل ذلك.
وأشاب المحاضر إلى أهمية الوعي بالذات ومعرفة المرء بنقاط قوته وضعفه لأنه مرتكز أساسي للنجاح في الحياة والسيطرة على التحديات.
وأكد المحاضر ضرورة علو الهمة واقتحام المخاطر في عملية صناعة الحياة للتغلب على تحدياتها "إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس الأعلى".
النجاح في الحياة لا يحصل بالحظ بل بالتخطيط الجيد يقول المحاضر تخطيط مبني على معرفة ووعي وبشكل مرحلي متدرج وأن يبقى الهدف نصب عينيك مشيرا إلى أن الأخطاء جزء من يوميات الحياة والتغلب على هذه الأخطاء شرط أساسي لتجاوز العقبات وتحقيق الذات.
وأشار المحاضر  إلى ضرورة التجديد واختيار الوسائل الابداعية الجديدة.
مؤكدا أن أساس النجاح في الحياة الانشغال بالنفس عن الاستغال بالآخرين وصحبة الناجحين والابتعاد عن المحبطين والفاشلين.
و نوه المحاضر في مداخلته بدور الاجتهاد والانهماك في تحقيق الهدف "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه"
ولا بد أن ندرك أن العاقبة للمتقين "وعد الله الذين آمنوا منكم وعلموا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم"
وختم الدكتور بقوله إن أي مشروع مهما كان وأيا كانت وجهة صانع الحياة فلا بد لكي ينجح أن يمر من محطة المسجد .
وفي المحور الأخير للندوة تحدث الشيخ محفوظ ولد إبراهيم فال عن صفات الجيل المسلم كما حققها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم "محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ..".
وأشار الشيخ إلى أن من أهم سمات المسلم الرأفة بالمسلمين والشدة على الكفار "أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين".
وأشار الشيخ إلى جملة من صفات المؤمنين الواردة في سورة التوبة "التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون.." . ثم أعقب الله هذه الصفات بقوله لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار

5 August 2023